وثائقي عن رحلات أم كلثوم

بمناسبة مرور ٥٠ عامًا على ذكرى رحيل أم كلثوم، يستعرض هذا الوثائقي رحلتها كرمز وطني خلال فترة المجهود الحربي، مسلطاً الضوء على دورها في دعم مصر والعالم العربي في أوقات التحدي. من خلال أغانيها وجولاتها وحفلاتها المخصصة لجمع التبرعات، يروي الفيلم كيف أصبحت أم كلثوم رمزاً للصمود والوحدة، مستعرضاً لحظات من الأرشيف ولقاءات مع شخصيات تأثرت بأثرها العميق في تلك المرحلة.

المعالجة الفنية

مقدمة

خلال أشهر قليلة يمر خمسون عامًا على ذكرى وفاة أيقونة الغناء العربي أم كلثوم، ذكرى لا تتكرر وتحتاج لإعادة استعراض تاريخ تلك السيدة التي ملأت أفئدة العالم العربي، ولكن للمرة الأولى نحاول أن نتعاطى مع سيرتها من خلال زاوية جديدة وهي رحلاتها فيما سمي وقتها بالمجهود الحربي، رحلات سعت من خلالها أم كلثوم لجمع الأموال للجيش المصري عقب هزيمة ١٩٦٧ ولكنها لم تجمع الأموال فقط، لكنها خلبت القلوب ومدت جسورًا لم تزل موجودة حتى اليوم في العلاقات بين مصر والدول العربية، ما يلقي بظلاله على الحالة العربية الآن في ظل ظروف مشابهه لكن لا تتضمنها أم كلثوم.

عقب نكسة ١٩٦٧ تغير الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي في مصر أثر الهزيمة العربية في عدة جبهات، وسط هذا التغير تحركت أم كلثوم بعد فترة من الانعزال للمساهمة في حملة شعبية لتوفير أموال لإعادة بناء الجيش المصري، فيما عرف بتبرعات المجهود الحربي، قدمت حفلات عدة في مصر، لكن حفلاتها الأبرز كانت في العواصم العربية وفي العاصمة الفرنسية باريس، يتتبع هذا الفيلم للمرة الأولى سيرة هذه الرحلات بما تحتويه من تاريخ اجتماعي وثقافي وسياسي للدول العربية في تلك الفترة الحرجة، من خلال تتبع مسار رحلاتها وتوثيق التأثير والعلاقات المصرية العربية دون أن ينعزل عن واقعنا المعاصر من خلال شهادات وحكايات لمن حضروا الحفل أو أقاربهم لنصنع لوحة وثائقية لأحد أشهر الرحلات الفنية العربية في التاريخ.

المعالجة الفنية

انتقلت أم كلثوم في تسع رحلات، كانت لتصبح عشرة لولا وفاة الرئيس المصري جمال عبد الناصر، فقطعت أم كلثوم رحلتها في موسكو لتعود وتودع من غنت أمامه في عدة حفلات واعتبرها أيقونة للثقافة والفنون المصرية، بدأت أم كلثوم رحلتها في تونس ثم المغرب وليبيا والسودان والكويت وأبوظبي وباريس.

وخلال تلك الرحلات وثقت كاميرات التلفزيون معظم رحلاتها ما يوفر مادة مصورة ثرية للغاية مع لقاءات متنوعة في كل بلد، ولن يتوقف الوثائقي عند المادة الأرشيفية فقط، لكن من خلال لقاءات مع أقارب من حضروا أو مهدوا أو ساعدوا في تنظيم تلك الحفلات والرحلات سنستعرض كيف استقبل الشعب العربي تلك الأيقونة المصرية في رحلاتها، في تونس ماتزال سيدة تحتفظ بالفستان الذي حضرت به الحفل، وفي المغرب باع أحد الأشخاص بعضًا من أثاث بيته ليشتري تذكرة لحضور الحفل، وفي باريس تخفى الملك حسين وأخيه لحضور الحفل، وفي الكويت وأبو ظبي بنت الحكومة مسارح خاصة فقط لتقف عليها أم كلثوم وتغني.

يستمد الوثائقي معلوماته الأساسية من كتاب أم كلثوم وسنوات المجهود الحربي للباحث المصري كريم جمال، الذي سيساهم في هذا الوثائقي كمعد وكاتب ليضيف للمادة الموجودة بالفعل رؤية تحليله ويقدم بعض المواد التي لم يسع الكتاب لها، ومن خلال مقابلات متنوعة مع ضيوف من العواصم العربية المختلفة، سنعرف حجم التأثير الذي ولدته الرحلات.

أرشيف ومقابلات حصرية

نجح فريق عمل الفيلم في الحصول على تصريح بمشاهدة مواد أرشيفية حصرية لم تذع من قبل تمتلكها جهة إنتاج مصرية وأخرى فرنسية ستزود بها الوثائقي لتعرض على شاشات التلفزيون للمرة الأولى، بالإضافة للقاءات حصرية يحضرها فريق العمل مع أشخاص لم يظهروا في الإعلام من قبل ممن ساهموا في تنظيم حفلات أم كلثوم.

لماذا رحلات أم كلثوم؟

خلال عام ٢٠٢٥ تمر الذكرى الخمسون لوفاة أم كلثوم، ولا تضم المكتبة العربية إلا أعمالًا قليلة عن الأيقونة العربية، لا تتضمن إلا رؤية عامة لحياتها وسيرتها، لذلك كان من الضروري العمل على زوايا جديدة لرؤية ما قدمته، وخاصة مع الواقع العربي اليوم، يبدو توثيق رحلات المجهود الحربي، أمرًا ضروريًا للغاية، لاستعادة ما كانت عليه العلاقات العربية ودور الفن الذي تتضاءل في الوقت الحالي.

رؤية المخرج

توفر المادة المصورة عن رحلات أم كلثوم كنزًا لأي صانع للأفلام الوثائقية، ومن خلال دمج موسيقى أم كلثوم الراسخة في الأذهان العربية ولقاءات من الحاضر تعكس واقعنا المرير سنتمكن من صنع لوحة فنية غنية بالتفاصيل من خلال شريط صوت مميز وأرشيف مصور ومادة علمية وتأريخية ولقاءات كاشفة.

يتوقع المخرج أن يتم إنجاز الفيلم الوثائقي بطول ساعتين أو ٩٠ دقيقة تلفزيونية لما في القصة من تفاصيل غنية ومادة ثرية، أو يمكن العمل على تقديم تلك الفكرة من خلال سلسلة من عشر حلقات وثائقية بمدة ٢٦ دقيقة لكل حلقة.

رؤية الكاتب

خلال رحلتي للبحث عن أم كلثوم صادفت معلومات ولقاءات نادرًا ما ألتفت لها، معظمها ظهر في الكتاب الذي حمل اسم أم كلثوم وسنوات المجهود الحربي، وبالرغم من حجم الكتاب الكبير إلا أنه هناك بعض المعلومات واللقاءات التي وودت إضافتها ولم أتمكن نظرًا لطبيعة الوسيط الورقي، لذلك كان الفيلم الوثائقي هو السبيل لاستكمال ما بدأته للتعرف أكثر على جانب من حياة أيقونة عربية كانت جزءًا من ماضينا ولم تزل جزءًا من حاضرنا.

فريق العمل

أجتمع فريق من محبي أم كلثوم لصناعة فيلمًا وثائقيًا عنها، بالإضافة للشغف بها، فلدي كل فرد من الفريق سابقه أعمال مميزة في صناعة الأفلام الوثائقية أو الكتابة أو الإنتاج.

شيرين دباس

منتجه

كريم جمال
كاتب
أحمد فؤاد الدين

مخرج ومنتج